أهلاً بكم مرة أخرى. لا يحتاج الأمر إلى تدقيق أو مراجعة كي نعرف كيف تعاملت مؤسسات الصحافة القومية، ناهيك عن الإذاعة و التليفزيون، مع رمز من رموز الغناء الوطني الصادق في مصر و العالم العربي أيام عبد الناصر و السادات. الذي أفنى عمره و هو يقدم البديل متمرداً على المعتاد، رافضاً للوقوف في الطابور، عابراً فوق صكوك السلطان، صانعاً عالمه بصوت أجش بين الحرافيش ساخرٍ لاذعٍ مؤلمٍ ممتعٍ في آنٍ معاً. "قال: لا، في وجه من قالوا: نعم. قال: لا، فلم يمت، و ظل روحاً أبدية النغم".
هذا هو ما كتبته "الأهرام" صباح الثامن من يونيو/حزيران عام خمسة و تسعين: "المغني الكفيف الشيخ إمام، البالغ من العمر ثمانية و سبعين عاماً، توفي أمس. كان يعاني من السكر. و كان الشيخ إمام قد اشتهر بعد نكسة عام سبعة و ستين و قدم العديد من الأغاني النقدية التي كتبها له أحمد فؤاد نجم، كما أنه حصل على الأسطوانة البلاتينية من الاتحاد الدولي للأغنية".
واحد من أروع من أنجبت مصر الصادقة في ذمة الله، لكن رفيق دربه، أطال الله في عمره، يشرفنا في ذكراه السابعة عشرة. اسمحوا لي أن أرحب معنا في الاستوديو بالفاجومي، الشاعر الأصيل، أحمد فؤاد نجم. و اسمحوا لي أيضاً أن أرحب إلى جواره بأحد تلامذة الشيخ إمام الذي تعلم منه على مدى سنوات طوال: المغني و الملحن و عازف العود أحمد إسماعيل.