عندما تستمع لكلمات زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة حسين إبراهيم، وهو يعلق بغضب على غياب الحكومة عن جلسة المحاسبة في مجلس الشعب، تتوقع أن سحب الثقة منها سيكون بعد ساعات، إن لم يكن لحظات.. كل النواب تقريباً وافقوا على اتخاذ الإجراءات القانونية واللائحية للسير في هذا الإجراء.. رئيس المجلس الدكتور سعد الكتاتني قال إن الحكومة بغيابها تريد أن تصطنع أزمة مع البرلمان.. وإن لم تأت غداً فسيكون للمجلس معها شأن آخر... كل هذا التهديد والوعيد والغضب والنقد من البرلمان للحكومة، لم يقنع الصحف الأمريكية بأن نواب الشعب جادون في عزمهم على سحب الثقة من حكومة الجنزوري، التي كان يؤيدها حزب الأغلبية بنفس العزم والتصميم قبل أسابيع قليلة فقط.. هذا ما تقرأه اليوم في أغلب الصحف الأمريكية.. كلها تقريباً تتفق على أن هذه الخطوة هي عمل رمزي ليس إلا.. فهل اقتنع الرأي العام الأمريكي بالأسباب التي بررت بها الوزيرة فايزة أبو النجا أزمة المنظمات الأجنبية في مقالها أول أمس في الواشنطن بوست؟ هل يرى الإعلام الأمريكي مثلما قد يرى البعض في مصر أن البرلمان هو واجهة للنظام، وكل ما يجري، يجري وفقاً لصفقة؟