قصة الحسين بن علي ومقتله تعدّ من أبرز الأحداث المأساوية في التاريخ الإسلامي، وتحديدًا في ما يُعرف بـ واقعة كربلاء، التي وقعت في يوم عاشوراء، العاشر من شهر محرم، سنة 61 هـ / 680 م.
إليك القصة بشكل مختصر وواضح:
من هو الحسين؟
الحسين بن علي بن أبي طالب هو سبط النبي محمد ﷺ، وابن السيدة فاطمة الزهراء. نشأ في بيت النبوة، وكان محبوبًا من النبي، وقد قال فيه:
"حسينٌ منّي وأنا من حسين".
بعد وفاة أخيه الحسن بن علي، أصبح الحسين رمزًا للمعارضة السلمية ضد الظلم، خاصة بعد أن تولّى يزيد بن معاوية الحكم، في خلافة وراثية لم يُجمع عليها المسلمون.
بداية الأزمة
بعد موت معاوية بن أبي سفيان، رفض الحسين مبايعة يزيد، معتبرًا أن توليته تمثل انحرافًا عن مبدأ الشورى في الإسلام.
وفي تلك الفترة، جاءت رسائل كثيرة من أهل الكوفة (في العراق) إلى الحسين تدعوه للمجيء ومبايعته خليفةً.
فأرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الوضع، فاستقبله الناس وبايعه الآلاف. فأرسل الحسين بعد ذلك في طريقه إلى الكوفة.
الخيانة والمأساة
لكن الأمور تغيّرت. بعد أن علم عبيد الله بن زياد، والي الكوفة من قِبل يزيد، بوصول مسلم بن عقيل، قمع حركته، وقتله، وفرّ الناس خوفًا.
ومع ذلك، واصل الحسين رحلته إلى الكوفة، غير عالم بتغير الوضع، حتى وصل إلى منطقة كربلاء، وهناك حُوصِر مع أهله ورفاقه بعدد قليل جدًا، مقابل جيش يزيد الذي قُدِّر بالآلاف.
واقعة كربلاء
في يوم عاشوراء، اندلعت المعركة، بعد أن منع جيش يزيد الحسين وأصحابه من الماء لأيام، رغم وجود نساء وأطفال معه.
قاتل الحسين وأصحابه ببسالة، لكنهم كانوا قلّة. استُشهد أصحابه واحدًا تلو الآخر، من بينهم:
أخوه العباس بن علي (أبو الفضل)
أبناؤه
أبناء أخيه الحسن
وفي النهاية، قُتل الحسين عليه السلام مظلومًا، وقطع رأسه، وسُبيت نساؤه وأطفاله، ومنهم زينب بنت علي، وسُيّروا إلى الكوفة ثم إلى دمشق.
النتائج والذكرى
أثارت هذه الحادثة حزنًا وغضبًا شديدًا في قلوب المسلمين، وأصبحت ذكرى عاشوراء يومًا حزينًا، يحييه المسلمون – خصوصًا الشيعة – كل عام.
الحسين أصبح رمزًا للحق والعدل والصمود في وجه الظلم، ويُقال إن استشهاده أحيا ضمير الأمة، وكان له أثر بالغ في التاريخ الإسلامي.