يبدو أن القدر والصدف لا يريدان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تكون زياراته لأمريكا عابرة. فقد كان أمس فندق الماريوت في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك مسرحا لوصلة احتجاج قادتها مجموعة من الأشخاص ضد الرئيس التركي أثناء وجوده لحضور ملتقى اقتصادي أمريكي تركي.
وأثناء إلقاء أردوغان خطابه، تفاجأ مئات الحاضرين للملتقى بصراخ أحد الأشخاص من أصل تركي وهو ينعت الرئيس التركي بالإرهابي ويطلب منه مغادرة البلاد وتدخل حينها عناصر من الأمن لإخراجه من المكان.
لكن سرعان ما تكرر الأمر مع محتج آخر على وجود الرئيس أردوغان، فما كان من بعض الحاضرين إلا أن انهالوا عليه صفعا وضربا بالأعلام التركية حتى أنه تلقى ضربة قوية على رأسه من يد أحد المناصرين للزعيم الإسلامي قبل أن يعمد رجال الأمن لإخراجه سالما من بين أيديهم.
وقد كان أحد المحتجين وهم ستة، يلبس قميصا عليه صورة مايكل إسرائيل وهو أمريكي قضى في غارة جوية تركية بعد أن تطوع للقتال في قوات حماية الشعب الكردية المتواجدة في سوريا.
وقد استأنف أردوغان خطابه بعد أقل من دقيقتين على الحادثة. لكن تبين أنه لم يُرد أن يمّرر الكلام الذي نُعت به ولا يقبل إلا أن تكون له الكلمة الأخيرة. فقد حاول تهدئة الجمع بقوله: “علينا ألا نضحي بهذه المناسبة مقابل حفنة من الإرهابيين” على حدّ تعبيره.
وقد صرح عنصر من الشرطة أن الحادثة دارت بين محتجين وبعض الحاضرين للملتقى، وأن المعطيات الأولية أظهرت أنه لا علاقة لما جرى بحراس الرئيس التركي الذين اعتادوا على أن يكونوا طرفا في مواجهات عنيفة بين المؤيدين والمعارضين لنظام أردوغان.
فقد اشتركوا في عراك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك عام 2011 أدت لدخول شرطي المستشفى.
أما الحادثة التي أثارت صخبا وجدلا واسعا فقد كانت تلك التي وقعت أثناء زيارة أردوغان للولايات المتحدة في مايو أيار الماضي. فقد هاجم مرافقو الرئيس التركي مجموعة من المتظاهرين السلميين أمام مقر إقامة السفير التركي في واشنطن ما أدى إلى جرح تسعة أشخاص.
وقد انتشر بعد ذلك شريط فيديو يظهر فيه أردوغان وهو يتفرج داخل سيارته على مشهد الاعتداء على المتظاهرين.
وقد أدت تلك الحادثة إلى إدانات واسعة من قبل الإدارة والكونغرس في أمريكا وتسببت في توتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة خصوصا بعد أن تمت إدانة 15 عنصرا أمنيا تركيا بتهمة الاعتداء على متظاهرين وكان من هؤلاء مرافقان شخصيان للرئيس التركي.