*من خلف المدى*
لن يهجرني حبك وإن هجر اللحن أوتاره
لن يبرحني الشوق وإن برح الدَّوح أطياره
متى يا عمري ترك الموج إبحاره ؟
ومتى هدَّم القلب أركانه وأسواره؟
ومتى تخلّى عذب الماء فغادر أنهاره؟
وهل رأيت أن ترك المعصم يوما عن سواره؟
قالت أتحبني ؟
قلت :
فأين الوطن إن لم تكوني للقلب سكنه وداره؟
وماذا لو تسربل القمر بظلمة ونأت عنه أنوراه؟
وقالت :أتشتاق إليَّ ؟
قلت :
وشوقي لا تسعفه القوافي ولا العبارة
يكفي إن دنوتِ مني تلفحك من شدته ناره
قالت :أتهوى قربي ؟
قلت :
ويقتلني كل نبضة قلب انتظاره
وددت لو قتلت الوقت ولو أعلن انتحاره
ولكنه من حنين يأسرني ويعلن على الورى انتصاره
وإن غربت الشمس قبلت الغروب وإن بزغت غنيت أسحاره
أحسك من خلف المدى...
وينشر قدومك على القلب أعطاره
فيستنير الكون بكِ وتختفي من خجلك أقماره
اعشقكِ حبيبتي
مع حبي ابراهيم صبرا