فى العيد الـ٥٩ لثورة يوليو، وعلى بعد مئات الأمتار من وزارة الدفاع، شهد حي العباسية معركة دامية، سقط فيها مئات المصابين، حين هاجم مدنيون مسلحون آلاف الثوار الذين شاركوا فى مسيرة سلمية دعت لها قوى الثورة انطلقت من ميدان التحرير ولم تستطع الوصول إلى مقر المجلس العسكري.
أغلقت قوات الأمن طريق العودة وأطلقت القنابل المسيلة للدموع من جهة، وأغلق «الجيش» الطريق بالمدرعات والسلك الشائك من جهة أخرى، وتناوب المسلحون إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف على المتظاهرين من الشوارع الجانبية وأسطح البنايات، وحاصروا مجموعة منهم داخل مسجد النور الذي تحولت ساحته إلى مستشفى ميداني.
لساعات طوال، لم يكن هناك مخرج أو مفر.. تساقط الجرحى واحد تلو الآخر فى مشهد يعيد إلى الأذهان موقعة «الجمل».